![]() |
بطولة العالم لكمال الأجسام 2013 |
كانت القاعة مكتظة بالجماهير التي حملت فرحة في وجدانها و سعت بكل جهد
للحضور للبطولة و مشاهدة أبطالنا المغاربة و رغم كل التعقيدات و صعوبة
ولوج القاعة و المشاهدة فان الجمهور الرياضي الذي حج من كل المدن المغربية
مساندا أبطالنا و مشجعا لهم رغبة في تتويج يعيد الدفء لقلوب المغاربة التي
سكنها صقيع الإنهزامات و خيبة الأمل في كل مجالات الرياضة ببلدنا.
وسط كل هؤلاء الحاضرين و بعد إقصاءات طالت مجموعة من الأبطال و جعلتهم
يحرمون من المشاركة أصلا في بطولة العالم, وقف الحكام بكل شموخ و عنفوان
وعلى أرض المملكة المغربية فطلبوا من البطل المغربي عزيز جلالي النزول عن
المنصة بدعوى أنه يستعمل المنشطات و وسط سكوت أعضاء الجامعة الملكية و
العصبة ثم استبعاد البطل عزيز جلالي بكل برود و حيف, مما أثار حنق و حفيضة
الحاضرين اللذين لم يستوعبوا هذا التصرف الأخرق من حكام وجب تحليهم
بالمهنية والكفاءة والحنكة في تظاهرة من هذا المستوى.
كما كاد خطأ تنظيمي أن ينسف بطولة العالم لبناء الجسم، بعد أن جرى عزف
النشيد الوطني الليبي القديم عقب فوز بطل ليبي، مما أثار حفيظة أعضاء الوفد
الليبي، الذين هددوا بالانسحاب من المنافسة، قبل أن يتدخل المنظمون لثنيهم
عن قرارهم، وجرى تدارك الموقف في ما بعد، بإحضار النشيد الليبي الجديد.
وللإشارة
فقد سيطرت دول آسيا على البطولة، إذ توج المنتخب الإيراني باللقب، متبوعا
بالمنتخب المصري، واحتل المنتخب الكوري الرتبة الثالثة، فيما اكتفى المنتخب
المغربي بالرتبة السابعة.
وفي الترتيب العام الفردي، في جميع الأصناف، توج المصري محمد زكريا بالرتبة الأولى، فيما عادت الرتبة الثانية لليبي كمال الغرغني، والثالثة للأوكراني أليكساندر سلوبو ديانيوك، فيما كان أحسن إنجاز للمغرب هو احتلال عمر الخالدي الرتبة الثالثة في وزن 80 كيلوغرام.
كل
هذا كان سببا كافيا لإثارة الجمهور المستفز أصلا من منع البطل المغربي
عزيز جلالي، الحائز على لقب النسخة الماضية من البطولة العربية، من
الاستمرار بالمشاركة في بطولة العالم، مما خلق جدلا كبيرا، إذ أكد البطل
جلالي في حوار أجريناه معه أنه جرى منعه بدعوى تناوله المنشطات، دون أن
يتوصل بأية وثيقة تثبت ذلك وذلك ظلما و عدوانا.
aziz jilani |
كل هذا مجرد تمويه قصد منه إخلاء المجال للأبطال الأسيويين و العرب على
حساب المشاركين المغاربة الذين مورست في حقهم كل أنواع الحيف على مرأى و
مسمع من كل الجهات، وخصوصا في غياب أي تدخل للجامعة الوصية و كأن هؤلاء
الأبطال لا يحملون الجنسية المغربية أو تشجيعا منهم لأبطالنا لحمل جنسيات
أجنبية و المشاركة تحت ألوية و أعلام غير علم المملكة المغربية.
هذا واستنكر العديد من هواة رياضة بناء الجسم الحاضرين بالتظاهرة، ارتفاع
أثمنة تذاكر متابعة البطولة العالمية، والتي ثم تحديد تسعيرتها في مبلغ 500
درهم، ما حرم العديدين من متابعتها رغم حضور الجماهير من مدن بعيدة،
ومنهم أبطال سابقون بالمنتخب الوطني، جرى منعهم من المتابعة، كما عانى
ممثلو وسائل الإعلام المسموعة و المكتوبة من عناء الحصول على اعتماد تغطية
التظاهرة مما دفع العديد منهم إلى مقاطعتها و العودة بخيبة أمل على تراب
بلدنا الحبيب.
وفي سياق متصل لم تكتفي الجامعة بالصمت في مسرحيتها المفبركة للإطاحة
بالأبطال المغاربة و التعتيم الإعلامي على الحدث فقد سارعت باتخاذ إجراءات
زجرية في حق البطل عزيز جلالي بتوقيفه من المشاركة في أية بطولة سواء
مغربية أو عربية أو عالمية لمدة سنة كاملة, وبذلك لم تكتفي فقط بحرمان
البطل الشاب من استثمار موهبته و عضلاته المفتولة و ريعان شبابه في تطوير و
تجديد دماء هذه الرياضة بالمغرب فقد منعته حتى من المشاركة باسم المملكة
المغربية في تظاهرات كان يمكن أن ينشد فيها النشيد الوطني المغربي و يرفرف
علمنا في أرجاء و عوالم خارج حدودنا.
بالنهاية نناشد الجهات المسؤولة الرفق بشبابنا و أبطالنا و علمائنا و
مواهبنا لأن بلدا بحاجة اليهم بغض النظر لتلك الحسابات الضيقة و المحسوبية
والزبونية والرشاوي و النهب من وراء منح الألقاب و الأحقية في الفوز
للأجانب على حساب القميص المغربي.
No comments:
Post a Comment